ماتريوشكا رسال
إلى موسكو أقلعت رحلة النشرة هذه المرة، وتحديدا إلى أواخر القرن التاسع عشر حين ظهرت أول ماتريوشكا على يد نحات الخشب فاسيلي زفيوزدوتشكين والمصمم سيرجي ماليوتين – لا بأس إذا “سحبت” على الاسم الثاني للنحات – والماتريوشكا هي الدمى الخشبية المتداخلة التي تحتوي في داخلها عدداً يبدأ بخمس أو ست، وفي أغلب الأحوال ينتهي بسبع، وهناك ما هو أكثر، وقد جرى تصميمها على أنها لعبة أطفال في الأساس لكن بمرور الوقت أصبحت الماتريوشكا متجذرة في الثقافة الروسية ولها رمزيات مختلفة.
ماتريوشكا: أطلق الحلم الذي بداخلك
الماتريوشكا تبدو للرائي سهلة الصنع، لكن عند الدخول في التفاصيل سيتبين أنها ليست كذلك، فهي يدوية الصنع، ويستغرق صنع دمية واحدة من الماتريوشكا قرابة 7 أيام وأكثر، تمر من خلالها على مراحل مختلفة، وتنتقل بين حرفيين من ذوي المهارة العالية للحفر والتشكيل والصقل، كما أن مرحلة الرسم في الماتريوشكا تعد هي الأصعب وتمر وحدها بثلاث مراحل. هذه التفاصيل تشبه أحلامنا فعلا، فالوصول إلى فكرة الجمال في دمية الماتريوشكا لابد أن يمر بمراحل عديدة وخطوات صعبة، وهكذا الحلم، إذا كنت تسعى لتحقيقه؛ فلا بد أن يعبر على مصاعب كثيرة ليصقل، ويخرج للواقع على أكمل وجه. في الحقيقة، يجب أن نتعامل مع أحلامنا على أنها عملية توسع مستمرة، مثل ما يحدث في الماتريوشكا، كل دمية كما تُفتح لتكشف عن دمية أخرى بداخلها، ونحن كذلك؛ كل خطوة نخطوها نحو تحقيق أهدافنا تفتح أمامنا أبوابًا جديدة وفرصًا أكبر، لا نتوقف عند حد معين، بل نستمر في النمو، وكأن كل مرحلة من حياتنا هي مجرد بداية لأخرى أكثر اتساعًا.
ماتريوشكا: النمو داخل الصندوق
كثيرة هي الرمزيات التي تحفل بها الماتريوشكا؛ ففكرة التداخل والتوسع من الداخل إلى الداخل تتقاطع كثيرا مع “هبّة” التفكير خارج الصندوق التي شغلت تفكير الناس؛ فالخروج من الصندوق في حقيقته هو خطوة نحو صندوق أكبر وأُفق أوسع تزداد فيه الفرص والتحديات، لذلك؛ فكرة الخروج من الصندوق لن تنتهي، لأن التفكير خارج الصندوق لا يعني فقط البحث عن حلول مبتكرة، بل يعني أيضًا إعادة تقييم لكل الحدود التي وضعناها لأنفسنا، كل صندوق نخرج منه ليس نهاية، بل بداية لاكتشاف آفاق لم نكن نتصورها من قبل، تمامًا كما تُفتح دمى الماتريوشكا لتكشف عن جمال غير مرئي في دواخلها، وهذا ما يشبه قصتنا في رسال، تلك القصة التي بدأت في 2018 كمنصة للهدايا الرقمية، وبحلول عام 2020، أدرك الفريق الفرص الكبيرة وإمكانيات الابتكار في بطاقات الدفع المسبق والمكافآت، لذلك تحولت رسال لتصبح “قائدة” السوق في حلول البطاقات الرقمية المدفوعة مسبقًا والمكافآت الرقمية وحلول الولاء.
ماتريوشكا رسال = 9 مليون دولار
تتمسّك الماتريوشكا أثناء توسعها بفكرة الترابط والتكامل بين كافة أجزائها لتشكل صورة جمالية متكاملة لا يمكن فصل أجزائها، وهكذا هي فلسفة العمل الجماعي داخل رسال التي تحافظ على ترابط فريق عملها وثبات قيادتها وإظهار قدرتها على الابتكار أثناء توسعها وانطلاقها؛ الأمر الذي ساهم في إغلاق جولة استثمارية بقيمة 9 مليون دولار بمشاركة صندوق دراية فينشر، شركة الوفرة الثانية للاستثمار، صندوق فينشر سوق للتقنية المالية، بالإضافة إلى شركة الدرعية للاستثمار الجريء و إدارة الأصول و شركة نومد القابضة، وشركة بقشان للاستثمار، وعدد من المكاتب العائلية والمستثمرين الأفراد.
كل يوم في رسال هو اليوم الأول؛ لذلك لن يتوقف الشغف، ولن يتوقف الابتكار، ولن يتوقف النمو.